هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول</a><hr>

 

 بأي حال عدت يا عيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتاة القمر
( نائب المدير العام )
( نائب المدير العام )
فتاة القمر


عدد الرسائل : 73
العمر : 37
البلد : ؟؟
المهنة : ؟؟
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

بأي حال عدت يا عيد Empty
مُساهمةموضوع: بأي حال عدت يا عيد   بأي حال عدت يا عيد Emptyالسبت أكتوبر 13, 2007 5:24 pm

بأي حال جئت يا عيد؟ بقلم د. خالد محمد صافي




اعتدنا على القول في التهنئة بالعيد على القول: "أعاده الله عليكم وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والبركات"، والتمني بأن يكون العام القادم أفضل من العام الحالي، ولكن المفاجأة دوماً هي أن القادم هو أسوء من الحاضر. ونعود إلى القول: "اتاري ربنا كان مفرجها ونحن مش داريين". ولذلك ربما سنخالف العادة المتبعة ونهنئ لهذا العام بالقول: " أعاده الله عليكم وأنتم على هذا الحال". فمن الواضح أننا نسير من سوء إلى أسوء لغياب التشخيص السليم، ولغياب الإرادة الصادقة في العمل، ولمخالفة القرآن الكريم في دعوته الصريحة إلى العظة والاعتبار من أحداث الماضي كما هي الآيات المتعلقة بعاد وثمود، وكذلك أصحاب الفيل. كما أننا نسير من فشل إلى فشل بسبب تقديم المصالح الشخصية والحزبية على المصالح العامة والوطنية. وإننا نسير من واقع مأزوم إلى واقع أكثر تأزماً بسبب الارتجالية في العمل، والسير وفق ردود الأفعال بعيداً عن روح المبادرة والابتكار. واللهث وراء الخطابات الإنشائية ومخالفة الفعل للقول في حالة من الازدواجية الفردية والجماعية على الصعيد النفسي والعقلي. واتصاف قيادتنا بعقلية دنكشوطية ورقية، وبسلوك يتصف بالعنترية بعيداً عن الواقعية والإدراك العلمي للأمور في مسبباتها وعواقبها. فهي ترتكب الحماقة ثم تلهث وراء معالجتها، وتقوم بالمغامرة ثم تبدأ في البحث عن عواقبها. وهكذا ندور في حلقة مفرغة من الأفعال وردود الأفعال المخالفة للمنطق، والمخالفة للعقل الذي ميز الله بني البشر به عن الحيوانات. والمخالفة لنص وروح القرآن الكريم الذي جاء في أولى كلماته المنزلة "أقرأ"، وهي هنا بمعنى الإدراك والوعي، فلا يمكن أن يقرأ الإنسان بدون استخدام العقل، على أساس أن عملية القراءة هي عملية عقلية.

إن الناظر إلى نضال الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة يرى بأن الحصاد لم يكن على مستوى الحرث والزرع. فخضنا الانتفاضة الفلسطينية الأولى من أجل إزالة الاحتلال، وتعزيز الهوية الوطنية، وتكريس الوحدة الوطنية. وها نحن نحصد أوسلو وسلطة هزيلة فاسدة تم تقويضها على صعيد البناء الداخلي، أو تقليص صلاحياتها بفعل التغول الإسرائيلي وإجراءاته. وها نحن نتخلى عن المقاومة من أجل كراسي هشة تهتز مع هبوب كل ريح. ونتخلى عن وحدتنا الوطنية والجغرافية من أجل أحلام بمشروع إسلامي هو في طور الشعارتية والدنكشوطية والعنترية. وندمر هويتنا الوطنية لهاثاً وراء هويات سرابية ضبابية ماضوية.

يأتي هذا العيد وقد انقسم الوطن الجريح والمحتل والمحاصر إلى وطنين بل أوطان متشظية جسدياً بفعل الاحتلال وإجراءاته، ومتشظية نفسياً ووجدانياً واجتماعياً بفعل ما ارتكبته أيدينا من حماقات، وما ابتدعته قياداتنا من عنتريات. ولا يخفى على أحد ما يعانيه المجتمع الفلسطيني من تدمير لنسيجه الاجتماعي الذي يحتاج لسنوات بل لعقود من أجل علاجه. فالأسرة التي تشكل نواة المجتمع قد أصابها التشظي والانشطار، بل وصل الانقسام إلى الزوج وزوجته. فمثلاً يقول زوج ما لزوجته: "كل شئ فيك جميل لولا أن أسرتك تنتمي لفصيل كذا". وقوله في وقت آخر: "أنت زوجة صالحة ولكن كنت أتمنى أن أتزوج واحدة من فصيلي أو حركتى". وبالطبع يتبع ذلك منع زيارة الزوجة إلى أهلها، أو في أضعف الإيمان إرسالها لوحدها دون أن يقوم الزوج بمرافقتها إلى بيت الأهل. ولا أخفيكم القول إن أحدهم قد قام بعمل إفطار للعائلة في رمضان. وخوفاً من جمع العائلة وتعاركها على المائدة قام بعمل الإفطار وتوزيعه على كل بيت من بيوت العائلة منعاً للاحتكاك. وهذه الحالة تنطبق على الكثير من الأسر. أو كما في حالة أخرى يحاول الزوج ممارسة حصار فكري على الزوجة بقيامه بتشفير قناة تلفزيونية محددة وهكذا دوليك. ووصل الأمر بسبب الاستقطاب الثنائي الفصائلي الحاد إلى حد تدارك هذه الأمور قبل الزواج فأصبح يُسأل الآن عن اتجاه العريس السياسي. ويكون الرد بالطبع: إما نقبل به أو نرفضه لأنه من حركة أو فصيل كذا. ولذلك نجد المجتمع يعاني من انقسام مجتمعي خطير داخل الأسرة والشارع والمجتمع. وقد نتحدث عن أزمة ثقة بين القادة السياسيين ولكن أن يتجاوز ذلك إلى أزمة ثقة مجتمعية تتجاوز الجدران والنوافذ والأبواب إلى القلوب والوجدان فهذه هي الكارثة بعينها.

من القواعد الوطنية البديهية أن الشعوب المقهورة والواقعة تحت الاحتلال تنتصر في معركتها مع المحتل بفعل وحدتها الوطنية، وإرادتها القوية. ولم تنتصر حركة تحررية بفعل تفوقها العسكري على المحتل ولكن بقدرتها على استنزاف المحتل عسكرياً واقتصادياً حتى يصل إلى حالة يدرك فيه أن ثمن احتلاله باهظ الثمن، فيرحل مدحوراً مهزوماً. لكن في حالتنا الفلسطينية لست أدري كيف يتفنن القادة في عملية استنزاف لقوى الشعب بشرياً واقتصادياً ونفسياً. فتم استنزاف العديد من قادة وعناصر العمل الوطني الذين قارعوا الاحتلال لسنوات. وتم إراقة الدم الفلسطيني في صراع داخلي على مشاريع وهمية، ومكاسب شخصية وفصائلية. وأصبح أبناء الشعب وقوداً لنار أوقد لهيبها أمراء الصراع الداخلي. وتم تمزيق النسيج المجتمعي، وتدمير قيم التكافل والتضامن المجتمعي. وتم سحق الفئات الشعبية التي تشكل دعامة النضال الوطني الفلسطيني، وتم تحويلهم إلى متسولين. حيث إننا واجهنا الحصار بالمغامرة من أجل الدخول في حصار أشد، وكأننا نتبنى بوعي أو دون وعي ما أصبح يعرف "بنظرية الفوضى الخلاقة" حسب الرؤية البوشية الفاشلة. فمن سخرية القدر أن الشعب الفلسطيني عاش مرحلة التسول بعد نكبته، ولا يزال يعيش متسولاً، بل يمكن القول إن ثقافة التسول قد أصبحت سمة أساسية من سمات الحياة اليومية للشعب الفلسطيني. وتم إهدار كرمة الفرد وكرامة الأسرة وكرمة المجتمع. وتم غرس ثقافة الحقد وتعزيزها بممارسات يومية من الاعتقال والتعذيب. حيث يمكن أن يتقبل الفرد القهر من المحتل ولكن لا يمكن أن يقبل القهر من أبناء جلدته. ومن هنا جاء قول الشاعر:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... علي من وقع الحسام المهند

ولذلك هذه دعوة صريحة إلى أولي الأمر للتعقل، وإدراك الأمور، والتوقف عن المغامرة والمتاجرة بمستقبل الشعب وقضيته من أجل مصالح شخصية وفصائلية. ومن أجل مشاريع وهمية. والتوقف عن خطبهم الإنشائية، وتصريحاتهم الجوفاء التي لا تغني ولا تسمن من جوع. والابتعاد عن المغامرات الدنكشوطية الورقية. وأن يعيشوا واقعهم يقومون بالتشخيص السليم من أجل معالجة سليمة تستند على رؤية واضحة. والتخلي عن ضبابيتهم المصطنعة، وعنجهيتهم الغبية، وكبريائهم المستند على مرض نفسي، ورمال متحركة. وأن يرتقوا بالحصاد ولو لمرة واحدة إلى مستوى الحرث والزرع. وأن يخرجونا من دائرة الاعتقاد السائد بأن القادم دائماً أسوء من الحاضر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al3rbee.ahlamountada.net/profile.forum?mode=register&agre
 
بأي حال عدت يا عيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: :: منتديات الكامل العامة :: :: منتدى الحوار السياسي-
انتقل الى: