يا ذبول الجسد !!
يا أنين رموشٍ أحرقها الرمد
يا تشظي أوتاري ... وقلبٍ هلكـ ..
ومطرقة تنهب أفكاري .. وتُحطم رأسي بصداع فتكـ ...
يا مجامعَ الاعياء والتعب
تحتل جسدي وتحرقني بجحيم أشعله هزيل لهب
أتحسبونـ أن القلب بجريرتكم هلكـ ؟!
أتحسبونـ أن الهواء بسبَّتكم أنفاسي تركـ ؟!
لا وربي ..
وما تفعله الالام بالجسد
الا كهبوب نسمةٍ لا تَسُد
لكنها صرخات النفس من داء الزمن
وشحوب روح غافلها الوهن
تغتالني الذكرى وانهيار أساطير الحلم
كهبوب عاصفة لا تبقي ولا تذر
قتّالةٍ تصرعني ..
تُدمن تعذيبي ولا تفر ..
ما أهونـ الوجع الذي يسكن الجسد
في وجه اعصار آلام تجتث السعد
وتحط مرساها .. وتمتهن أيامي لتخنق المجد
ما أهونـ الوجع الذي يسكن الجسد
ان كان يُقَرِّبني من موتةٍ أنعم فيها بالرقد
نعم !!
هو الطوفان يغرقني ..
بموج أحداثٍ أثقلت النفس
فتخُط بصمةَ نزفها وتأخذني ..
الى ذاكـ الحبس
أذوي بذاكرة الجراح
أنحني وألهج بالنواح
ويلفظ الظلام في دفاترتي أي صباح
هو الطوفان يجعلني ..
أصيح طمعاً في فرارٍ من غرق :
أهلاً بذاكـ الألمِ حلَّ يرنو بجسدي للضريح
أهلاً به يُقربني من ذاتِ المصير
فلتلتهم ألسِنتَهُ قلبي الهزيل
فلتطوي صفحة عمر وُلد عليل
وعاش طول حياته عليل ..
لا فرق ساعتها سوى كفنٍ شفيق
يضم أركاني كما ضمها الحزن السحيق
لكنه حتماً يكون بفَقدي بين أضلُعه شفيق
بلا أقنعة يختبئ تحت ستارها ألمي العميق
بلا أغلفة تهترئ تحتها روحي بكمدٍ غريق
ميتةٌ منذ بدء تاريخي الملطخ بالجنونـ
ميتةٌ .. قدري المتحدث بصخبٍ مكتوم
ميتةٌ وأحيا في هذا السكونـ
والآن ليت الألم يسوق لي وقتَ الشروق
ليته يكون تتويجا لموتيَ المنشود
في ظل قبر يرفأ بنزف الجروح
في ظلِ لحدٍ يضم موتَ الروح
!!
علني ساعتها أملكـ وقتا لأكون ..
مجردةً من أي شعور
أثور وأذرف الدموع في النور
ولا أكف حشدها الذي يتوق لذرفٍ مبحوح
علني ساعتها ..
أمزِّق بسماتِ ثغري المخدوع
علني أخلع رداء الكبرياء والصمود
علني أكون ( أنا ) ..
أتساقط في ذبوليَ المعهود
أترنح في حرارة فقديَ المنشود
.
فلعلَ موتيَ المصلوب منذ دهور
يتبناه لحدٌ ..
كنتُ طلبتُه عمري باصرار لحوح
ولعله قريباً يلبي ..
نداء قلبي المثجوج !!